40 وسيلة لاستغلال شهر رمضـــان
لفـضـيـلــة الشـيــخ / إبـراهـيــم بن عـبـدالله الـدويـــش
أما بعد أحبتي في الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
و مع موضوع بعنوان ثلاثون وسيلة لاستغلال رمضان ولعل هذه الوسائل وبعد الإعلان و تواصل الإخوة بارك الله فيهم جميعا أصبح العنوان أربعون وسيلة لاستغلال رمضان ولعلنا لا نخرج من هذا المكان إلا وقد زيدت هذه الوسائل وهذه الأفكار من قِبَلِكُم إن شاء الله باقتراحاتكم وآرائكم إلى الخمسين أو فوق ذلك .
وهذه الوسائل هي عبارة عن جمع عدد من التوجيهات والأفكار والمقترحات لاستغلال رمضان ولا بد لهذه الوسائل من شرطين حتى تكون الوسيلة الصحيحة
أولا : أن تكون وسيلة مشروعة أي مباحة .
ثانيا : أن تؤدي هذه الوسيلة الغرض المطلوب والمقصود منها .
أما أسباب اختيار الموضوع فمن هذه الأسباب :
1) أولا كيف نستغل رمضان ؟ و ماذا نفعل في رمضان ؟ سؤال نسمعه كثيرا من الحريصين و الحريصات و من بعض أئمة المساجد ووجود هذا السؤال من المبشرات فتبقى الإجابة ومن هذه الإجابة هي جمع هذه الوسائل .
2) سبب آخر تضييع ليالي رمضان باللهو و السهر و نهاره بالنوم و الكسل فذكر هذه الوسائل وحصرها توجيهات لمثل هؤلاء وتشجيعا لاستغلال رمضان .
3) وسبب ثالث هو ترشيد في هذه الصحوة المباركة وتوجيه لطاقاتها للعمل و العبادة والدعوة إلى الله من خلال هذه الأفكار والوسائل .
4) ورابعا يمر على الإنسان رمضان تلو رمضان وهكذا تمر الرمضانات بدون رصد للأعمال والمواضيع والمشاريع وبدون تدارك للأخطاء والتقصير مما يجعلنا في كل رمضان يأتي نبدأ من جديد ولا شك أن هذا مضيعة للأوقات والأعمار فكان هذا الرصد لهذه الوسائل .
5) سبب خامس لو لم يكن في شهر الصوم إلا إنه أحد أركان الإسلام التي لا يتم إسلام المرء إلا بها , ثم أيضا إنه الأمل أي الصيام الذي اختصه الله سبحانه وتعالى لنفسه من بين عمل آدم أو عمل بن آدم كله , ثم أيضا فيه ليلة هي أفضل من ألف شهر وأنه الشهر الذي اختصه الله بنزول القرآن , وإنه شهر المغفرة ومحو الذنوب والسيئات , لو لم يكن في هذا الشهر إلا هذه الأمور لكفاه شرفاً ومنزلة ولكفانا حرصاً وإصرارًا على استغلال أيامه وساعاته وكل لحظة من لحظاته وهذا الاستغلال منطلق من سنته صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فاسمع لابن القيم رحمه الله و هو يقول في زاد المعاد في الجزء الثاني صفحة (32) يقول رحمه الله تعالى فصل : " و كان من هديه صلى الله عليه و على آله و سلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات , فكان جبريل عليه الصلاة و السلام يدارسه القرآن في رمضان , وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانا ليوفر ساعات النهار وساعات ليله و نهاره على العبادة " إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى , إذن فاستغلال هذا الشهر المبارك بل أقول استغلال كل لحظة من لحظاته وساعة من ساعاته هو أمر وسنة نبوية كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحرص عليها كل الحرص وكان يخص أصحابه .
هذه الأسباب الخمسة و غيرها كثير جعلني اختار مثل هذا الموضوع و هذه الوسائل كما ذكرت هي أربعون وسيلة , و قد قُسِمت هذه الوسائل إلى أقسام هذه الأقسام منها ما هو :
- توجيهات وأفكار عامة
- ومنها ما هم وسائل و توجيهات لأئمة المساجد
- ومنها توجيهات و أفكار للجادين فقط
- ومنها توجيهات و أفكار للاهتمام بالقرآن
- ومنها توجيهات للمرأة
- ومنها وسائل و أفكار للصغار
و تنبيهات قبل أن أبدأ بعرض هذه الوسائل :
أولا : سيكون العرض بالاختصار الشديد في طرح الأفكار و التوجيهات بقدر الإمكان , فأكتفي في بعض الأحيان لذكر المضمون فقط لوضوح الفكرة و لضيق الوقت فلعلكم بارك الله فيكم تعذروننا في سرد هذه الأفكار و التوجيهات و القصد منها المعرفة و البيان أما عن التفصيل فلا شك أن كل فكرة و توجيه يحتاج إلى درس خاص و إذا كانت الأفكار أربعون فكرة أو وسيلة فلو أعطينا كل وسيلة أو فكرة دقيقتان فقط لانظروا كيف سيذهب علينا الوقت بدون أن نشعر .
التنبيه الثاني : من هذه التوجيهات ومن هذه الوسائل ما هو مكرر ومعلوم ومشهور لكن ذكرها من باب التذكير والإرشاد ولتكامل الموضوع ثم للتأكيد عليها في هذا الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الحسنات .
تنبيه ثالث : هذه الوسائل وهذه الأفكار هي للنشر ويجوز فيها الزيادة والنقصان فحقوق الطبع و النشر فيها ليست محفوظة بل هي وقف لله تعالى فعلى كل داع للخير أن ينشرها و يذكر بها والدال على الخير كفاعله .
نتوجه الآن لهذه الوسائل .
توجيهات و أفكار و وسائل عامة أي للناس عامة
الوسيلة الأولى :
أول هذه الوسائل هل تحب أن تصوم رمضان مرتين ؟ كيف ؟
الإجابة : تكون في حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم قال: " من فطـّر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " [1] رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجه وابن خزيمة و ابن حبان في صحيحيهما و الحديث حسن قال عنه الترمذي حسن صحيح و هو صحيح كما قال , و لهذا أي لهذا الأجر و لصيام رمضان مرتين كما فـُهِمَ في تفطير الصائمين صور , من هذه الصور تفطير الصائمين من المسلمين في الخارج فهل تصدق يا أخي الحبيب أن عشر ريالات تفطر صائما في اليوم الواحد , إذا ففي الشهر كم ثلاثمائة ريال إذا فإذا أردت أن تصوم رمضان مرتين عليك أن تدفع ثلاثمائة ريال و تنال أجر تفطير صائم . ثم صورة أخرى تفطير الجاليات المسلمة الموجودة في البلد أو المدينة من خلال مساجد الأحياء و هذه مشهورة في كثير من مساجد و أحياء هذه المدينة و لكن نريد المزيد و نريد أيضاً التخطيط و التنظيم فلو رافق هذا التخطيط التوجيه والإرشاد وعقد الدروس قبل الإفطار على الأقل بساعة لكان هذا شيئا جيداً يضاف إلى هذا الإفطار وإلى هذا العمل العبادي , ثم أيضاً لو قامت مكاتب دعوة الجاليات مشكورة بتبني هذه الفكرة أقصد بتبنيها عموما بتخطيط وتنظيم مجدول يشرف عليها المكتب في جميع مساجد أحياء المدينة وأيضا يشرف على الدروس وتوفير المدرسين باللغات المختلفة أو الترجمة ويصاحب هذا توزيع الأشرطة والرسائل والكتيبات التي تناسب لغة أولئك القوم ولا شك هذا متوفر في هذا الزمن ولله الحمد وبكثرة في جميع اللغات .
ثم أيضا صورة ثالثة قد يكون تفطير الأقارب الأسر والجيران و في هذا الصيام كما ذكرنا لرمضان مرتين وفيه صلة رحم و بر .
الوسيلة الثانية :
يَكثـُر المحسنون و المتصدقون خلال هذا الشهر و القلوب مهيأة لجميع أبواب الخير و في رمضان خاصة تكثر المناسبات خاصة في الإفطار لكثير من الأسر , وهذه المناسبات تجمع أعداداً كبيرة من الرجال و النساء فلم لا يستغل هذا !! الجمع كيف ؟؟ يستغل بالبذل و العطاء و لجمع الصدقات من خلال صناديق صغيرة توضع عند الرجال وعند النساء ولا شك أن هذا باب عظيم لو جرب لكثير من الأسر والعوائل لوجدنا خيرا كثيرا , و قد جربه كما أشرت في بعض الدروس أحد الشباب و نجح نجاحا باهراً مع أسرته فجمع أموالاً نسأل الله جل و علا أن يجزيه عنا و عن المسلمين خير الجزاء .
فلعل هذا الأمر إن جُرِب فإن حال المسلمين اليوم في كل مكان و في كل قطع من أقطاع المعمورة حالة يرثى لها و إن كان هناك كثير من المبشرات و لله الحمد و المنة , ولكننا أيضا نريد أن نشعر بالجسد الواحد و أن نقف مع المسلمين وقفة صادقة لنكون كما أخبر النبي صلى الله عليه و على آله و سلم في ذلك المثل في ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )[2] , ولا بأس أن يكتب حتى يتجه النية للمتصدق على هذه الصناديق إما للفقراء والمساكين في الداخل أو يكتب عليها أيضا للمسلمين في الخارج أو ما شابه ذلك .
الوسيلة الثالثة :
استغلال آخر كل أسبوع من رمضان , رمضان أربعة أسابيع نريد من الشباب من أصحاب السواعد الفتية و العضلات القوية نريد منهم في نهاية كل أسبوع من أسابيع رمضان أن يتجهوا للقرى والهجر في توزيع الإعانات و إطعام الطعام و القيام على المساكين في تلك القرى و الهجر و توعية أهلها عبر الكلمات و خطب الجمع و توزيع الأشرطة والرسائل .
نتمنى حقيقة أن نجد من أصحاب الهمم و السواعد الفتية و من شباب الإسلام ومن تعلق قلبه بالجنان ألا يـُترك أسبوعاً من أسابيع رمضان في هذا الشهر إلا و تنطلق فئات الشباب محملون بكل خير و لو نظم هذا الأمر أيضاً و خطط له وطـُرِح بقوة و رُكِب له من قبل مكاتب الدعوة و الجمعيات الخيرية لرأينا شبابنا أفواجاً , فإننا نـُحسن الظن كثيراً و لله الحمد و المنة بهم و قد رأينا كثيراً من نشاطاتهم و لكننا نريد أن نستغل توجه القلوب إلى الله جل و علا في هذا الشهر المبارك فلا نريد الخمول و الكسل و الجلوس بين الأولاد و الأزواج و ترك هذا الأمر العظيم و نترك كثير من المسلمين و من أهل البادية في جهل عظيم .
الوسيلة الرابعة :
وهي من الاقتراحات العامة الزيارات من قبل الدعاة و طلبة العلم و الصالحين و محبي الخير من شباب الصحوة للأرصفة و تجمعات الشباب و الجلوس معهم و تقديم الهدايا والأشرطة والكتيبات لهم . فإن هؤلاء الشباب يشكون هجركم أيها الأحبة بل ويتهمونكم بالتقصير بل ولكم سبب كبير في غفلتهم وبعدهم عن الله كما ذكر ذلك كثير منهم و يعتذرون بالخجل و الحياء منكم و إلا لجاءوا بأنفسهم إليكم كما قال كثير منهم . و أتمنى أيضا لو قامت مكاتب الدعوة و الإرشاد بالإعلان عن مثل هذا المشروع قبل رمضان و تسجيل الأسماء وترتيب جدول لزيارات و يكون ذلك كما ذكرت قبل دخول شهر رمضان.
الوسيلة الخامسة :
وهي من التوجيهات العامة أيضاً إذا كنت ممن أبتـُلِىَ ببعض وسائل الأعلام في بيتك فلماذا لا تفكر أخي الحبيب ويا ولى الأمر لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والابتعاد عنها و عزلها ؟؟ و ذلك بالترغيب و بالكلمة الطيبة و بالتذكير بعظمة هذه الأيام على الأقل خلال هذا الشهر و لعلها إن شاء الله أن تكون بداية النهاية ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس و إن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة فمتى إذن !! خاصة و أن النفوس كما ذكرنا مهيأة و الشياطين مصفدة فحاول يا أخي الحبيب و استعن بالله تعالى و كن صادقاً من قلبك ستجد إن شاء الله العون وستجد الإجابة و الإعانة من الأهل و الأولاد بل و ستجد إن شاء الله الإعانة ممن يكونون حولك من أهل الحي , فلعلنا نرى إن شاء الله هذه الصفة المميزة خاصة و أننا نرى في شهر رمضان تخطيط أعداء الإسلام لأولادنا و نسائنا .
لا أعلق و لكني أقول انظروا للبرامج المنشورة في وسائل الإعلام هذه الأيام برامج أقصد شهر رمضان تجدون عجباً . وأيضاً أتمنى أن يكون ذلك أيضاً بأن تفكر كثيراً أن تتوقف خلال هذا الشهر المبارك عن شراء المجلات و الجرائد حتى و لو كانت مباحة فإن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم و من سار على نهجهم يهجرون حِلق التحديث و التعليم ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن و النظر فيه و العبادة و لقيام الليل أفلا نستطيع أن نهجر الجرائد و المجلات خلال هذا الشهر فقط ؟؟!!! .
الوسيلة السادسة :
أوقات الإفطار وقبل الأذان بدقائق لحظات ثمينة و دقائق غالية من أفضل الأوقات , من أفضل الأوقات للدعاء و سؤال الله سبحانه وتعالى وهي من أوقات الاستجابة كما تعلمون و العبد صائم مقبل على الله منكسرة نفسه و مع ذلك يغفل كثير من الناس عن هذه اللحظات خاصة الأسر عند الاجتماع على الإفطار في الحديث و بالذهاب و الإياب و تجهيز وجبات الإفطار .. فلماذا لا نتدافع أيها الأحبة بفضل و استغلال هذه اللحظات و الحرص عليها برفع الأيدي و الأكف و التضرع إلى الله سبحانه و تعالى ؟؟ .
راقب هذه اللحظات و ستجد الغفلة العجيبة من كثير من الناس و العجيب أيضاً أننا نرى التجمعات و الجلسات في الطرقات و عند الأبواب من بعض الشباب لا بل أقول أيضاً من بعض الآباء و إذا مررت في أحد الشوارع فانظر يمنة و يسرة ستجد تلك التجمعات و تستمر و للأسف هذه التجمعات حتى قبيل الغروب إن لم يكن إلى الأذان سبحان الله هذه اللحظات الغالية أوقات الدعاء و الاستجابة و التفرغ يغفل عنها أهل التوحيد و كلنا بحاجة إلى الله جل و علا و إلى سؤال الله سبحانه و تعالى و الموفق من وفقه الله تعالى .
الوسيلة السابعة :
بر الوالدين و القرب منهما في هذا الشهر و قضاء حوائجهما و طاعتهما و محاولة الإفطار معهما فبعض الشباب تجده كثير الإفطار في بيته أو عند أصحابه ولا يجلس مع والديه أو يفطر معهما إلا قليلاً , ولا شك أن برهما من أعظم القربات و العبادات إلى الله تعالى كيف لا و قد أقر سبحانه و تعالى حقهما بتوحيده و عدم الإشراك به جل و علا .
و من صور التقصير أيضاً في حق الوالدين خلال هذا الشهر المبارك قد تجد الفتاة تكثر من النوم في النهار و السهر في الليل أو حتى بالخروج أو نقول حتى بقراءة القرآن و الأم لوحدها في المطبخ لإعداد وجبات الفطور والسحور و ربما لو أن الأم أمرت أو نهت تلك الفتاة لوجدت أن تلك الفتاة صاحت و انهالت على أمها بالكلام .
ونغفل عن هذه العبادة العظيمة التي يجب أن نحرص عليها لاستغلال هذا الشهر المبارك ولا شك إن الأجر مضاعف في هذا الشهر فلعل مثل هذا الأمر ينتبه إليه إن شاء الله .
الوسيلة الثامنة :
النوم في ليالي رمضان يعين كثير على استغلال كثير من الأوقات الفاضلة كبعد صلاة الفجر مثلا أو قبل السحر , و نحن نرى المساجد بعد صلاة الفجر بدأت تـُهجر بعد أن كانت في رمضانات مضت تمتلئ بالتالين و الذاكرين مما يشجع بعض أو كثير من الناس للمكوث بعد صلاة الفجر في المسجد مع الناس لكننا نرى المساجد في هذا الوقت نراها و هي شبه خاوية لسرعة خروج المصلين و لو أن الإنسان - لا شك – نام شيئًا في ليل رمضان لكسب الكثير من الأوقات و لأحيى هذه السنة المباركة في الجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس .
الوسيلة التاسعة :
وما زلنا في التوجيهات والأفكار و الوسائل العامة إذا كنت ممن أبتـُلِىَ بمعصية أو فتنة و اعتادت عليها النفس و ألفتها و أصبح الفراق عليها صعباً و ثقيلاً فإن رمضان فرصة عظيمة للصبر و المثابرة و مجاهدة النفس عن تلك الفتنة , فالشياطين مصفدة و النفس منكسرة و الروح متأثرة و الناس من حولك صيام قيام إذاَ الأجواء والظروف كلها مهيأة للابتعاد و هجر هذه الفتنة و هذه المعصية , فمثلاً التدخين في رمضان التدخين فرصة عظيمة للمدخنين في هجر و ترك التدخين و تدريب النفس على الابتعاد عنه , و كذلك العادة السرية التي يشكو منها كثير من الشباب و كذلك مشاهدة الحرام أو الغيبة أو النجوى أو استماع الغناء أو بذاءة اللسان أو غيرها من الإستيائات نسأل الله جل و علا أن يحفظنا و إياكم و أن يعين أصحابها على هجرها و تركها إن شاء الله .
فأقول لك يا أخي الحبيب استعن بالله سبحانه و تعالى و كن صاحب عزيمة و همة عالية فلا تغلبك تلك الشهوة أيجوز أن تكون مسلماً موحداً و تغلبك سيجارة و الله إن هذه هي الدناءة نسأل الله العافية , ثم أيضاً عليك بالإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه و تعالى فانه خير معين و اصبر و صابر واحتسب وحاسب النفس و ستجد إن شاء الله انك تغلبت على هذه الشهوات المحرمة .
الوسيلة العاشرة :
السواك و اسمحوا لي كما ذكرت بأن أواصل و باختصار و بسرعة لهذه الوسائل و هذه الأفكار وكما ذكرت إنها بلغت أربعين لعلنا إن شاء الله تأنى عليها و بدون أن يضايقنا يكون الوقت .
الوسيلة العاشرة السواك سنة مؤكدة في كل وقت في رمضان لعموم الأدلة , لكنها كغيرها من العبادات في مضاعفة الأجر و طلب الثواب لمناسبة الزمان , و هي من أهم أبواب الخير التي يغفل عنها أيضاً في رمضان , و منافع السواك كثيرة و فيه من الأجر و الثواب العظيم و كما ذكرنا يغفل عن هذا خاصة من النساء , فإنك لا تكاد ترى أو تسمع هذه السنة بين النساء و أنت تنظر لزوجك أو بناتك أو أخواتك و ترى قلة وجود السواك بين الأصابع .
و قد كانت كثير من الصالحات من الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن و أيضاً من غيرهن ممن سار على سلفهن يداومون على هذه السنة . ومن الطريف أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه دخل يوما على زوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فوجد في فيها عود من الأراك فأراد أن يداعبها والشاهد إنها كانت تستاك رضي الله تعالى عنها وهذه قصة و مثال نسوقه لأخواتنا من الصالحات ومن بناتنا لعلهن إن شاء الله أن يقتدين بتلك الصالحات . فأقول فأراد أن يداعبها رضي الله تعالى عنه فقال لها هذين البيتين الجميلين قال لها مداعبا و هو يخاطب عود الأراك :
لقد فزت يا عود الأراك بثغرها أما خفت يا عود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك ما فاز مني يا سواك سواك
و هذه من مداعبة أيضاً الأزواج لزوجاتهم .
و لو قام بعض أهل الخير و المحسنين بتوفير أعداد كبيرة من السواك في هذا الشهر المبارك وتوزيعها على المساجد بين المسلمين خلال هذا الشهر لكان ذلك إحياءاً لهذه السنة التي غفل عنها كثير من الناس .
الوسيلة الحادية عشر :
أيضا من الوسائل العامة العمرة في رمضان , فالعمرة في رمضان تعدل حجة أي في ثوابها و مع ذلك يصر كثير من المسلمين أو من الناس إلى أن تكون في العشر الأواخر من رمضان ولا شك أن هذا يضاعف الأجر إلا أننا بالنظر لبعض الأحوال كالغلاء الفاحش مثلاً في المساكن هناك و وجود النساء وتبرجهن والازدحام في الحرم وكثرة المتسكعين بالأسواق المجاورة للحرم و أيضاً ازدحام الناس بشدة كل هذه الظروف تجعلنا نقول لعلنا أن نحرص على العمرة في أوائل أيام شهر رمضان دفعاً لهذه الأمور , ولاشك انه من الأنسب خاصة إذا نظرنا لهذه الظروف أن تبتعد عن العشر الأواخر في العمرة .
ثم أيضاً الذهاب أو قضاء العمرة في العشرين الأولى يتيح لك فرصة استغلال العشر الأواخر بالاعتكاف أو نفع المسلمين أو القيام على الأهل و حاجاتهم و الوالدين والجلوس معهما أو حتى كما ذكرنا بنفع المسلمين في الوقت الذي ارتحل فيه الكثير من الدعاة المصلحين وطلبة العلم عن أحياءهم و تركوا مساجدهم بدون موجه أو مرشد .
الوسيلة الثانية عشر:
من الأفكار و الاقتراحات العامة توجّه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى و الهجر وللدروس والتوجيه وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى , فالوسيلة الأولى فقط في نهاية الأسبوع للتوزيع و إطعام الطعام ولا بأس من خطط كما ذكرنا لكن هذه الفكرة و هذه الوسيلة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك و لإلقاء الدروس و إرشاد الناس و توجيههم فإن الجهل كما ذكرنا هناك عظيم كما تعلمون . فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلى بهم وإن وجدوا فخذ اللحن و الأخطاء الجلية في كتاب الله جل و علا وإن وجدوا أيضاً من يقرأ بهم و يصلى بهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيرا من الأحكام و من الفقه في أمور دينهم .
ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هل مكثوا في المدينة ؟! لا إنما ما تجد مات منهم في المدينة إلا العدد القليل كلهم توجهوا شرقاً و غرباً و شمالاً و جنوباً لبث الدعوة و نشر الإسلام وتفقيه الناس .
فقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر فأقول لا بأس من التعاون بالتناوب بين بعض الشباب لسد هذه الأماكن و حاجاتها و لو في القرية الواحدة و الهجرة الواحدة يتناوب عليها ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أقل أو أكثر . ولو قامت أيضاً مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد بالتخطيط و التنظيم لهذه الفكرة و قام المحسنون أيضاً برصد المكافئات المالية لأولئك الشباب المحتسبين لوجدنا و رأينا أثر هذا الأمر على تلك المناطق , وقد سمعت ولله الحمد أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلة بمكاتب الأوقاف و شئون المساجد قد وضعت مكافأة مالية قدرها ألفين ريال .. لمن ؟ لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة سواءاً في داخل المدينة أو في غيرها فما هو عذركم إذا أيها الشباب أمام الله و السبل كلها مهيأة ؟؟؟ .
الوسيلة الثالثة عشر:
و الأخيرة من التوجيهات و الوسائل العامة و هو اقتراح آخر لمكاتب الدعوة أيضاً و عندما أقول لمكاتب الدعوة راجياً أن ينتفع من هذه الوسائل الناس عموماً سواءاً في المدينة أو في غيرها فأقول هذه الوسيلة أو هذه الفكرة هي استغلال الخميس في كل أسبوع من رمضان و كيف يكون هذا الاستغلال يكون مثلاً في إقامة المحاضرات العامة أو الندوات أو المسابقات الثقافية الكبيرة ..
لماذا الخميس بالذات ؟؟
لأن الناس في أجازة و الناس أخذوا قسطاً كبيراً من الراحة ثم الناس أيضاً في الخميس تجد أنهم متفرغون لا شغله لهم فيقبلون لا شك على مثل هذه المشاريع عندما يسمعونها و عندما تتبنى لمكاتب الدعوة و يعلن عنها فهل نرى ذلك قريباً إن شاء الله .
توجيهات و أفكار و وسائل لأئمة المساجد
و نحن ندخل الآن في توجيهات و أفكار و وسائل لأئمة المساجد و هذه التوجيهات و الأفكار لأئمة المساجد عددها تقريباً أحد عشر وسيلة فلينتبه أئمة المساجد بارك الله فيهم فإن المسئولية عليهم عظيمة , والله أيها الأحبة لو أن أئمة المساجد قاموا بشيء أقل من واجبهم لوجدنا التحول الكبير لا أقول في المدن بل في كل مكان .
ويتصور بعض أئمة المساجد أن الوظيفة هي الصلاة بالناس وينتهي الأمر لا , لا والله , بل إن الأمر عظيم والمسئولية أشد و لذلك على هؤلاء الأخيار أن يتموا هذه العمل ولعل هذه الأمور أن تعينهم إن شاء الله فهذه التوجيهات لأئمة المساجد لاستغلال هذا الشهر المبارك لنفع الناس بكل وسيلة .
الوسيلة الرابعة عشر :
و منها الاهتمام بحديث الصلاة بعد العصر و ذلك بتنويعه و التجديد فيه فتارة مثلا ً بأحكام الصيام و تارة بالرقائق و تارة بأخطاء يقع فيها الناس و تارة بفتح الحوارات مع المصلين والآباء و كبار السن ليس شرط أن يكون الحديث دائم من الإمام و تارة أيضاً باستضافة بعض طلبة العلم أو الدعاة في بعض الأيام .
وأقول لماذا يا أيها الإمام يا من توليت هذه المسئولية , لماذا لا تضع خطة لشهر رمضان خطة كاملة لشهر رمضان في المواضيع و المشاريع التي ستعملها خلال هذا الشهر , بدل اللامبالاة و عدم الاهتمام والتخبط في المواضيع التي يقرأها بعض الأئمة على جماعتهم أو القراءة من أي كتابٍ قريبٍ لديك بدون إعدادٍ ولا تعليقٍ بل تعالى واسمع لكثرة الأخطاء و اللحن في كثير من النصوص , ولا تجزع إذا لم تعط طاعة و إذا لم يكن لك يقدر لك قدر أيها الإمام مادمت لا تبالي ولا تهتم في هؤلاء الناس الذين أمامك , لكن افعل ذلك ستجد التكريم و التقدير من جماعة المسجد والاحترام الذي فرضه عليهم حبك لله تعالى ونشر هذا الدين فضلا عن الأخلاق وما يرونه من نشاط و من عمل تقوم أنت به .
الوسيلة الخامسة عشر:
و هي الثانية بالنسبة للأئمة لم لا يقرأ الإمام على جماعته كتاب الصيام ؟! , كتاب الصيام من أحد كتب الفقه المعتمدة كالزاد مثلا ً أو المغنى أو العُدَّة أو غيرها من كتب الفقه المعتمدة . فالناس بحاجة عظيمة للتفقه في شهرهم وهذا الركن العظيم من أركان الإسلام , فكثيراً ما يجهلون كثيراً من الأحكام , فلماذا لا تأخذ عهداً على أن تبدأ من أول يوم في رمضان إلى آخر يوم في تفصيل كتاب الصيام , ولا بأس من بعض التوجيهات أو الشروح عليه من خلال بعض الشروح الموجودة وليس شرط أن يكون بعد صلاة العصر للمواضيع العامة قد يكون بعد صلاة الفجر خاصة إنه بعد الصلاة , و من أراد أن يجلس يجلس و من أراد أن يذهب يذهب و لو لم يبق بعد صلاة الفجر إلا واحد أو اثنين معك لكفى تفقيه للنفس وجلوس في المسجد إلى شروق الشمس وعلم ينتفع به أو بعد صلاة الظهر أو ما شئت من الأوقات و لكن هذا مجرد اقتراح فنسأل الله أن نراه أيضاً قريبا في مساجدنا من خلال أئمتنا .
الوسيلة السادسة عشر:
أيضا وسيلة سادسة عشر وضع صندوق للفتاوى و الأسئلة عند الرجال و النساء خاصة في هذا الشهر ثم جمعها و إعداد الإجابات عليها كل فترة , فان لدى الناس كثير من الأسئلة لتفقيههم في أمور دينهم لكنهم لا يجدون من يسألون أو يتهاونون و يتكاسلون في ذلك , ومثل هذه الصناديق لا شك إن شاء الله إنها ستكون عوناً و مُيسراً لهم لكثير من المسائل والاستفسارات , وجرِّب هذا و ستجد أثر ذلك لاشك من خلال جمع الأسئلة و الاستشارات من خلال هذه الصناديق .
الوسيلة السابعة عشر:
الاهتمام بلوحة الإعلانات و التوجيهات للمسجد , أقول الاهتمام بها و التجديد فيها و الإثارة بالمواضيع و الدعاية و الإعلان الملون و غيره , فإن هذه من أهم الوسائل لتنبيه وتفقيه الناس .
الوسيلة الثامنة عشر:
توزيع الأشرطة و الكتيبات و لو ليوم واحد في الأسبوع واستغلال المناسبات التي يكثر فيها المصلين وإن لم يكن هذا دائماً وفي كل أسبوع فما أقل إذاً أن تقدم هدية تسمى بهدية رمضان لأهل الحي مكونة من شريط ورسالة أو كتيب و بعض الأحكام والنشرات للعلماء الموثوق بهم ترسل إلى بيوت الأحياء بمعنون لها بهدية رمضان.
الوسيلة التاسعة عشر:
إقامة مسابقة الأسرة المسلمة و تعلن في بداية شهر رمضان و توزع الجوائز في آخر ليلة و هي ليلة العيد و سيأتي أيضاً بعض من هذه الاقتراحات التي إن شاء الله سنجمعها ليلة العيد .
فأقول لماذا نجعل وسائل الإعلام من جرائد و مجلات وتلفاز وغيرها تسيطر على عقول وأفكار بناتنا وإخواننا وشبابنا , بأسئلة أنتم أعلم بها . فانظروا للجرائد و انظروا و اسمعوا الأسئلة التي تذاع في وسائل الإعلام بأنواعها ستجدون عجباً لصرف الناس عن أمر دينهم إلا من بعض الأسئلة , فأقول لماذا لا يستغل المسجد أيضا لطرح مثل هذه المسابقات بعنوان مسابقة الأسرة المسلمة , توزع على أهل الحي و يشارك فيها الجميع كباراً و صغاراً رجالاً و نساء , ثم تعلن النتائج في آخر ليلة من رمضان , ولا بأس أن يشارك أئمة أو من المأمومين من الناس في الحى أو في المسجد كلٌ بما يستطيع هذا بإعداد الأسئلة , وهذا بتوزيعها من الصغار , وبعض التجار و المحسنين لرصد مبالغ للجوائز في ليلة رمضان وهكذا يتكاتف المسلمون في إحياء شهرهم وأيضا في تحريك وتوجيه وتفقيه أولادهم و بناتهم .
الوسيلة العشرون :
استضافة بعض الدعاة و طلبة العلم في بعض الأحيان لتوجيه الكلمات اليسيرة لبضع دقائق , و ذلك كبعد التراويح مثلاً أو بعد صلاة العصر أو غيرها من الأوقات.
الوسيلة الحادية والعشرون :
دعوة أهل الحي للاعتكاف ولو ليوم واحد , دعوة أهل الحي أو جماعة المسجد للاعتكاف ولو ليوم واحد لإحياء هذه السنة وللألفة والترابط بين جماعة المسجد الواحد , فيحدد يوم في بداية العشر يقال لجماعة المسجد من أراد أن يشارك في الاعتكاف فإننا إن شاء الله ننوي أن نعتكف في مسجدنا ليلة كذا فإن هذا فيه خير عظيم .
الوسيلة الثانية والعشرون:
أيضاً دعوة أهل الحي و جماعة المسجد للإفطار في المسجد و لو ليوم أيضاً واحد خلال الشهر فإن هذا يزيد الألفة و الترابط و المحبة بين جماعة المسجد
الوسيلة الثالثة والعشرون:
اغتنام فرصة وجود المتأخرين عن صلاة الجماعة أي المتأخرين في غير رمضان لأنهم يقدمون على الصلاة في رمضان و للأسف فأقول أي للأسف أنهم لا يصلون إلا في رمضان وبئس رجل لا يعرف الله إلا في رمضان . فأقول اغتنام فرصة وجود هؤلاء والذين لا نراهم إلا في رمضان وذلك بكثرة السلام , عليهم بالتودد لهم , بزيارتهم , بإهدائهم بعض الهدايا و ذلك لإبعاد الوحشة والنفرة التي يظنونها أو يوقعها الشيطان في قلوبهم .
الوسيلة الرابعة والعشرون:
إقامة حفل مصغر بمناسبة العيد لأهل الحي ليكن مثلاً في ليلة العيد أو في أي وقت يراه الجماعة مناسباً لأهل الحي , توزّع في جوائز المسابقات المعلنة والتي ذكرنا منها شيئاً وسنذكر بعد قليل أيضاً شيئاً منها , والهدايا على الصغار والكبار ولاشك أن مثل إقامة هذا الأمر أيضاً ستجد فيه إحياء لأهل الحي وترابطاً عجيباً وألفة ومحبة بين جماعة المسجد الواحد .
وسائل وأفكار وتوجيهات للاهتمام بالقرآن
الوسيلة الخامسة والعشرون:
وهي تقريبا أربعة وسائل أيضاً فنحن نسمع كثير ممن يقرءون القرآن في المساجد من العامة بل ومن الموظفين وغيرهم وهم كحافظ ليل في القراءة وقد يسمعه من بجواره يخطأ و يلحن ومع ذلك يخجل من تقويمه والرد عليه , فيظل كثير من الناس على حالهم مع كتاب الله في لحنهم و أخطائهم , فأقول لماذا لا تقوم جماعات المساجد وأئمة المساجد بإحياء حلقات للكبار لتحسين التلاوة لا نقول للحفظ وإنما لتحسين التلاوة , ويكون ذلك أيضا بعد صلاة الفجر أو الظهر أو العصر أو غيرها من الأوقات المناسبة التي يتفقون عليها , وإعلان ذلك لجماعة المسجد وحثهم على المشاركة خلال شهر رمضان , وستكون هذه بداية خير كثير إن شاء الله ممن يشارك في مثل هذه الحلقات , فهل نرى ونسمع هذه الإعلانات من أئمة المساجد لتطبيق هذه الفكرة فلا شك أن هذه خيراً كثيراً لو وجدنا مثل هذه الأمور منتشرة في مساجد أحياءنا .
الوسيلة السادسة والعشرون:
أيضا السادسة والعشرون نحن نرى أيضاً كثيراً من الآباء يجلسون بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن وهذا لا شك أمراً محموداً نسأل الله جل وعلا ألا يحرمهم الأجر , ولكن لو سألته أو قلت له أين أولادك الآن؟ ماذا تفعل بناتك الآن في البيت؟ ربما لا يعلم وربما أنهم نيام وربما أنهم أمام التلفاز وربما في الشارع أو في غيرها . فنقول لم لا يتوجه الأب بعد صلاة العصر مباشرة إلي بيته فيعقد حلقة لتلاوة القرآن مع أولاده وبناته ويرصد للاستمرار فيها أي الاستمرار في هذه الحلقات الخاصة مع أولاده و بناته يرصد لأولاده و من يرى منه حرصا عليها و الاستمرار فيها جوائز و هدايا تشجيعا لهم و بهذا العمل تحصل مكاسب عظيمة من هذه المكاسب:
أولا : حفظ الأولاد من البرامج المسمومة الموجهة لهم وقتل أعظم أيامهم وأفضلها .
ثانيا : مشاركة البنات اللاتي يذهبن ضحية الغفلة عن تربيتهن والمحافظة على أوقاتهن .
ثالثا : إحياء البيت بذكر الله و ملأه بالجو الإيماني الروحاني بدل إماتته وملأه بالأغاني وبرامج التلفاز ومسلسلاته .
رابعا : الارتباط الأسري الوثيق بين الأب وأولاده وبناته أيضاً .
خامسا : محاولة ختم القرآن لأهل البيت جميعاً واستغلال رمضان من جميع أهل البيت وغيره .
الوسيلة السابعة والعشرون:
نحن يمر علينا رمضان تلو رمضان وربما ختمنا القرآن كثيراًً بقراءة و ربما كان هم أحدنا متى يصل لنهاية السورة و متى يصل لنهاية القرآن . فأقول لماذا لا أضع خطة خلال هذا الشهر ؟ أن أقرأ القرآن بتدبر ونظر , والوقوف مع آياته بالرجوع إلى كتب التفسير , وتقييد الخواطر والفوائد منها فنتمنى أن نرى شبابنا في المساجد يقرءون القرآن وبجوارهم كتب التفاسير ينظر لهذا تارة ولهذا تارة .
ونغفل أيضا عن الأحاديث الرمضانية والنظر فيها وفى شروحها وتقييد الشوارد والفوائد منها فإنه يُفتح على الإنسان في الشهر ومناسبة الزمان ما لا يُفتح عليه في غيره .
الوسيلة الثامنة والعشرون:
الوسيلة الثامنة والعشرون وهي مقدمة للتجمعات والشلل الشبابية سواء على الأرصفة أو في الاستراحات أو في الخيام أو في غيرها , والتي تقضي ساعات الليل في لعب الورق تارة و في لعب الكرة تارة أخرى و في الاسترخاء و مشاهدة التلفاز تارة و في الأحاديث و الثرثرة تارة و هكذا تقتل ليالي رمضان بدون أي استشعار لعظمة هذه الأيام و فضلها .
فأقول لهؤلاء الشباب : لماذا لا يُفكر هؤلاء الشباب و لو في ليالي رمضان من إدخال بعض البرامج النافعة ؟؟ نتمنى أن نغير البرنامج كامل و لكن لن يستجاب لنا بهذا الطلب فأقول لماذا إذاً لا يُفكَّر بإدخال بعض البرامج النافعة , مثلاً لماذا لا يكون من البرنامج الليلي الذي سمعتوه قبل قليل ما بين لعب كرة و لعب الورق و ثرثرة و مشاهدة التلفاز أو غيره لماذا لا يكون على الأقل ولو لمدة نصف ساعة قراءة القرآن و ضع من ضمن البرنامج قراءة القرآن لمدة نصف ساعة , أو أننا نقول كما يقول بعض الشباب أن قراءة القرآن لا يصح إلا للمطاوعة (المتدينين) يعني اذكر عندما طرحت هذه الفكرة على طلابي في الكلية و قلت لماذا لا يتجرأ أحدكم على زملاؤه و يقول لنحرص يا شباب على أن نجلس نصف ساعة من كتاب الله وأن نقرأ .
القرآن ليس حكراً على الصالحين , لا القرآن دستورنا وكتاب الله سبحانه و تعالى وهو لنا جميعاً , وإن عصينا وأذنبنا ووقعنا في كبائر الذنوب فإن من يقع في ذلك لم يقرأ القرآن وينظر فيه , فإذا كنا نريد أن نبرمج برنامجنا أو نضع فيه ولو شيئا قليلاًً من الفائدة فلماذا لا نقترح على هؤلاء الشباب أو يقترح بعضهم بعض على بعض أن يكون من البرنامج ولو لنصف ساعة قراءة القرآن أو استماع شريط أو غيرها من البرامج الجادة النافعة . فإننا كما ذكرنا حب القرآن وقراءته والإقبال عليه ليس حكراً على الصالحين فقط فهل نرى ذلك إن شاء الله بين شبابنا قريباً .
توجيهات و وسائل للجادين فقط
الوسيلة التاسعة والعشرون:
من التوجيهات أيضاً و من الوسائل و هي الآن توجيهات و وسائل للجادين فقط من هذه التوجيهات لهؤلاء الجادين نسأل الله سبحانه و تعالى أن ينفعنا وإياهم نقول لو نظرنا لأنفسنا و حرصنا على الصلاة و التبكير إليها لوجدت التقصير الواضح بل أقول المخجل والله خاصة منا نحن ممن يدعي الجدية و الالتزام.
فلم لا يكون رمضان فرصة عظيمة للمحاولة في تصحيح هذا الخطأ ؟؟
و ذلك بمعاهدة النفس ألا تفوت لتكبيرة الإحرام أبداً خلال هذا الشهر ثم حاول أن تحسب إن فاتتك كم من المرات فاتتك تكبيرة الإحرام في شهر رمضان و لعلك أن تنجح إن شاء الله في تصحيح هذا الخطأ .
ثم أيضاً لماذا لا نحرص على تطبيق اليوم الإسلامي بالكامل خلال رمضان؟
و ذلك بالحرص على النوافل و الطاعات و إحياء السنن فلا تفوت عليك السنن الرواتب خلال هذه الثلاثين يوم أبداً احرص ألا تفوت عليك سنة من السنن الرواتب خلال هذا الشهر كاملا ً . ولا تغفل عن لسانك وحبسه من الغيبة و النجوى و غيرها , و أيضاً لا تغفل عن صلاة الليل و قيامه و لا قراءة جزء واحد من القرآن على الأقل أو الحرص على الصدقة و صلة الرحم و قضاء حاجات الناس خاصة الفقراء و المساكين و زيارة المرضى و المقابر و الاستغفار و الدعاء في كل لحظة بل أقول في كل ساعة فإن هذه غنيمة باردة . و هذا الشهر فرص و مواسم تذهب ولا ترجع و باختصار أقول لك يا أخي الحبيب احرص على كل عمل صالح وإن كنت تفعل ذلك في غير رمضان فإنه يتأكد في شهر رمضان لمضاعفة الحسنات و لمناسبة الزمان وفقنا الله وإياك للعمل الصالح .
الوسيلة الثلاثون:
الوسيلة الثلاثون أيضاً هي للجادين فقط فأقول :
لماذا لا يستغل تصفيد الشياطين و فتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران و انكسار النفوس و رقة القلوب في هذا الشهر ؟؟
لماذا لا يستغل من الجادين فقط في توجيه طلابنا و زملاؤنا في الفصول و القاعات الدراسية و ذلك من خلال بعد صلاة الظهر مثلاً أو في أماكن العمل و الدراسة ؟؟
فأين الكلمة الصادقة الناصحة في نهار رمضان من المدرس لطلابه أو من الطالب أو الموظف لزملائه أين الجلسات الانفرادية للزملاء الغافلين و التحدث معهم و نصحهم لاستغلال شهر رمضان وهذه الأيام وإهدائهم الشريط أو الكتاب أو غير ذلك من الهدايا النافعة ؟؟
فإن النفوس كما ذكرنا مهيأة ورغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له .
الوسيلة الحادية والثلاثون:
الوسيلة الحادي والثلاثون وهي أيضاً مازلنا للجادين فقط الصدقة في رمضان لها مذاق خاص عند المسلمين وهي من دواعي القبول للأعمال و العبادات و أنت يا أخي الحبيب بحاجة ماسة شديدة لنفعها وأجرها و ظلها يوم القيامة فلم لا تجعل لك مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على إخراجها كل ليلة مقدار من الصدقة تعاهد نفسك على أن تخرجها كل ليلة و تداوم عليها ثم أيضاً تنوعها فتارة مالاً , و تارة أخرى طعاماً , و ليلة ثالثة لباساً , و ليلة رابعة فاكهة أو حلوى و تتحسس بيوت المساكين و الفقراء بنفسك لتوصلها إليهم و أنصحك أيضاً بأن لا يعلم عن هذا العمل أحد غيرك فإنك بحاجة إلى عمل السر بينك و بين الله فكم من الأجر العظيم سينالك بهذا الفعل و قد ورد مثل هذا عن عدد كبير و كثير من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم في تحسس بيوت الفقراء و المساكين و هذا العمل السري بينهم و بين الله جل و علا فهل تفعل ذلك و تحرص على هذه العبادة العظيمة في السر بينك و بين الله .
الوسيلة الثانية والثلاثون:
الوسيلة الثانية والثلاثون السحر من أجمل الأوقات وفيه نزول المولى جل وعلا وفي رمضان لا شك نستيقظ في السحر للسحور فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجي فيهما ربك !! . فكثير من الناس عن هذا غافلون أو متهاونون و بعض الناس يتصور إنه إذا صلى التراويح مع الناس وأوتر في أول الليل انتهت صلاة الليل و اكتفى بذلك , وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية. الله الله باستغلال السحر مادمت فيه يقظان فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله سبحانه و تعالى في آل عمران: ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِِ )[3] , ثم أيضاً ذكر سبحانه و تعالى في الذاريات أن من صفات المتقين أصحاب الجنات و العيون قال : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَِ )[4] هذه من صفات المتقين .
ثم هل تستغل هذه الأوقات بكثرة الاستغفار ؟؟
فان قلت نعم فأقول إذا عليك بسيد الاستغفار وعليك أيضاً بكثرة التكرار للمائة والسبعين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة وفي كل وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك , وأخيراً لا تنسى أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله هو رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .
فاحرص يا أخي الحبيب على هذا الوقت الثمين واحرصي يا أختي المسلمة على هذا الوقت العظيم ألا يفوت علينا هكذا خاصة وأننا في شهر رمضان خاصة وأننا مِن مَن قام للسحور فجميعنا يقظان في هذه اللحظات فلنستغل هذه الدقائق في مثل هذه العبادة .
وسائل و توجيهات و أفكار موجهة للمرأة في رمضان
الوسيلة الثالثة والثلاثون:
وهي وسائل و توجيهات و أفكار موجهة للمرأة في رمضان , المرأة في رمضان تصرف الكثير من وقتها في هذا الشهر المبارك في مطبخها خاصة في الساعات المباركة فخذ ساعات الغروب مثلاً في أوقات الاستجابة, وخذ ساعات السحر في وقت السحور , وأنا قلت ولله الحمد تصرف ولم أقل تـُضيع كما يتهمها الكثير بمثل هذا , لكن و حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعاً عليها أن تنتبه لهذه الأمور على المرأة أن تنتبه لهذه الأمور وعلينا نحن أن ننبه زوجاتنا وبناتنا ونساءنا على مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها .
من هذه الأمور استحضار النية والإخلاص في إعداد الإفطار والسحور والتعب في إعدادها والإرهاق , فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلاً في يوم حار وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء , ومنا من يتق الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية فقام المفطرون وهذا هو الشاهد فقام المفطرون و ضربوا الأبنية و سقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم : " ذهب المفطرون اليوم بالأجر "[5] حديث رواه البخاري و مسلم , إذاً فيا أيتها المسلمة إن عملك لا يضيع أبدا , بل هل تصدقين إن قلت لكِ أن هذا العمل حرم منه كثير من الرجال ؟؟ لأن القائم على الصائم له أجر عظيم فما بالك وأنت صائمة ثم أنت أيضا تعدين هذا الطعام و تقضين كثيراً من وقتك في إعداده فلا شك إنكِ المهم عند استحضار النية في هذا العمل و لن يضيع إن شاء الله عليك لحظة من اللحظات في استحضار هذه النية .
ثم أمر آخر يمكنها استغلال هذه الساعات في الغنيمة الباردة وهي كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء وهي تعمل لا بأس أن تستغفر مائة مرة في اليوم لا بأس أن تذكر وتهلل وتسبح بدل أن يضيع عليها وقتها أو كثير من أوقاتها في رمضان بدون فائدة .
أيضا أمر ثالث هو الاستماع للقرآن والمحاضرات عبر جهاز التسجيل الخاص بالمطبخ وأقول الخاص بالمطبخ لأحث الرجال و الإخوان على الحرص على توفير جهاز التسجيل خاصة بالمطبخ ... لماذا؟ لأني كما ذكرت المرأة تقضى كثير من وقتها في مطبخها فلعلها أن تستغل وقتها لمثل هذه الأمور تارة باستماع شريط وتارة بالتسبيح والاستغفار والتهليل والتكبير وأيضاً بالاحتساب واستحضار النية الخالصة في إطعامها وعملها وتعبها لأهلها وأولادها وزوجها .
الوسيلة الرابعة والثلاثون:
الرابعة والثلاثون من الوسائل والأفكار شراء وتفصيل ملابس وحاجيات العيد من الآن وفي ذلك مكاسب.
من هذه المكاسب استغلال أيام وليالي رمضان وخاصة العشر الأواخر .
ما الذي يحدث ؟؟
يضيع وقت كبير من النساء بل وأقول من أولياء النساء أذهب للخياط أذهب للمعارض أدخل السوق إلى آخره , ثم أيضاً الاختيار الحسن وقلة التكاليف الآن الحمد لله الأسواق شبه فارغة فلماذا إلا في أوقات الازدحام وغلاء البضاعة , أيضاً أمر آخر هو تفريغ الزوج وعدم انشغاله في أفضل أيام وأفضلها العشر الأواخر , وأيضاً لماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة , خاصة وأننا نعلم أنه كما أن الحسنات تضاعف في رمضان أيضاً السيئات تضاعف في شهر رمضان .
فلعلنا من خلال هذه الأسباب نقترح و نقول لماذا لا يُبَكَّر بشراء و تفصيل الملابس و حاجيات العيد من الآن .
الوسيلة الخامسة والثلاثون:
الوسيلة و الفكرة الخامسة و الثلاثون وهي الثالثة الخاصة بالمرأة صلاة التراويح من السنن الجميلة ومن الآثار النبيلة التي تعطى هذا الشهر ولياليه روحانية متميزة فتجد صفوف المسلمين والمصلين متراصة وتسمع التسبيح والتكبير والبكاء والنشيج , إلا إن هذا الخير قد تحرمه بعض نساءنا لا إهمالا وإنما انشغالاً بالأولاد والجلوس معهم , وهي هذا بين أمرين كلاهما ثقيل , أولاً إما بين ذهابها إلى المسجد وأخذ صغارها وقد يؤذون المصلين وتنشغل بهم , أو بين الجلوس بالبيت وحرمان النفس من المشاركة مع المسلمين وربما حاولت الصلاة في بيتها وبمفردها لكنها تشكو من ضعف النفس وقلة الخشوع وكثرة الأفكار والهواجيس والشوارد .
فماذا تفعل إذا؟؟
أسوق لها هذا الاقتراح فأقول لما لا تتفق مع بعض أخواتها و شقيقاتها أو رفيقاتها و صاحباتها بالاجتماع في أحد البيوت للصلاة جماعة مع اهتمام إحداهن بالصغار , أو تجلس إحداهن مع الصغار والأخريات يذهبن لحضور الصلاة بالمسجد , وهكذا إذا اتفقت الأخوات على أن تقوم واحدة منهن كل ليلة بالاهتمام بالصغار فإنها على الأقل ستكسب كثيراً من ليالي وأيام رمضان والصلاة مع المسلمين , أما أن تخسرها بهذه السهولة فلا ولا نؤيد ذلك , بل وأقول وعلى الأزواج والآباء الحرص والحث لأزواجهم وأخواتهم وبناتهم بأخذهم معهم إلى المساجد , فإلى متى ونحن نترك المرأة أيها الأخيار لوحدها في البيت ونحرمها من الدروس والتوجيه و الروحانية للصلاة مع المسلمين وسماع الخير الكثير فإن في ذهابها خيرات حِسان فمن المسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى؟؟ ولا تنسوا إنه بصلاح النساء صلاح للمجتمع .
فلذلك نحث الآباء والأخوة على الحرص على أخذ أزواجهم وأخواتهم وبناتهم إلى المساجد وألا يتركوا في البيت لأنه إذا تركن في البيت فلا شك إلا سيكوننه أمام التلفاز أو أمام غيره لضياع الأوقات .
الوسيلة السادسة والثلاثون:
أيضا في المرأة و هي الرابعة من الخاصة بالمرأة إذا رأينا كثرة المأكولات والمشروبات وتنوع أصنافها عند سفرة الإفطار فانك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلي جدولاً غذائياً منتظما بتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع ؟
فهل يشترط أن نرى جميع أنواع المقليات مثلا من السمبوسة مثلاً أو اللقيمات (لقمة القاضي) أو البطاطس أو غيرها في كل يوم ؟!! لا يشترط هذا.
وهل يشترط أيضاً أن نرى جميع أنواع العصائر و المشروبات في كل يوم؟! أيضا هذا لا يشترط .
فأقول للأخوات لماذا لا تضع فعلاً جدولاً غذائياً منتظماً تقسّم فيه هذه الأصناف على مدار الأسبوع ولا شك أننا بهذا العمل نكسب أموراً كثيرة أسمع منها من هذه الأمور التي نكسبها:
عدم الإسراف في الطعام والشراب .
قلة المصاريف المالية و ترشيد الاستهلاك .
التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل الموجود بوجود الأصناف في كل يوم .
حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك.
فهذا شيء من الثمار و من الفوائد لتطبيق هذا الاقتراح , فيا